مرضى نفسيون ”تائهون“ في الشوارع.. تخلت عنهم أسرهم والمجتمع

تسربت المخاوف بين المارة من المرضى المعلولين عقليًا والذين يسمون في المصطلح العامي «المجانين»، معتقدين أن تواجدهم احرارًا في الشوارع خطرًا قد يلحقهم بالضرر.
وكانت آثار المرضى العقليين ممن لهم آثار نشطة تتجاوز حدود التصرفات المشبوهة إلى بعض أنواع التخريب، متسببين في إدخال الرعب في نفوس من يراهم وأكثرهم الاطفال والفتيات.
وذكرت هبة أمين موقفًا شاهدته منذ حوالي اسبوعين عن رجلٍ كبير في السن يمشي في الشارع العام «بدون ملابس»، قائلة «تفاجئت كثيرًا وتسائلت كيف قد ترك على هذا الحال ولحسن الحظ فإن اطفالي لم يكونوا معي».
واضافت: «للأهل دور بالاهتمام والرعاية وبالتأكيد هنالك مكان مخصص لمثل هذه الحالات، لأنه ليس من الانسانية تركهم هكذا».
وعدد محمد العلوي عدة مواقف لل «المجانين» حيث أن أحدهم قد دخل إحدى البيوت بدون استئذان وسبب الذعر للأطفال والنساء، ومنهم من أقفل على نفسه سيارة إحدى المواطنين ليتعطل صاحب السيارة عن الذهاب لعمله في الصباح.
وأضاف عليها ايضًا من يريد ضرب الأطفال ويعبث بالمحتويات ورمي الحجارة على المارة والسيارات وهنالك من يضيع ليترك لأهله عناء البحث عنه، مرجحًا ضرورة بقائهم في مصحة نفسية أو دار رعاية خاص خوفًا من ايذاء نفسه والآخرين عند تواجده في الشوارع.
وقالت المعلمة زهرة العليان أنها قد رأت حالات في الشوارع يتضح منهم تصرفات غير اعتيادية تثير الرعب.
وأضافت أن ذلك يبعث في النفس خوفًا من ان يكون هنالك ردة فعل وهم لايدركون مايفعلون.
ومن جانب آخر أكد المختص النفسي مصدق حسن آل خميس لـ «جهينة الإخبارية» على أنه ليس كل المرضى العقليين مؤذيين للناس ولكن يجب الحذر من المرضى الذين لهم أعراض نشيطة، وسبق إن ارتكبوا جرم بسبب اعراضهم المرضية.
ولفت إلى أهمية العلاج وعدم الوصمية بالعار للأسرة في حالة وجود مريض عقلي ويجب التخلي عن فكرة المس بالجن والتفريق بين المدمن والمعلول عقليًا وتناول العلاج الذي عد نافعًا مع التقدم العلمي.
وذكر بأن كثيرًا من المرضى يهملون الدواء لعدم صبرهم وتأخر الشفاء او التحسن، مشيرًا إلى ان الاخفاق في التعامل نتيجة الجهل والاعتقادات الخاطئة عن المرض وطرق العلاج المتاح والخجل والصدمة من المرض العقلي.
وقال بأن التدخل المبكر للعلاج يعتمد على العمر والاصابة ووجود علاقة وراثية.
وبين أن الناس ومن خلال الموروث الثقافي تهمل المعالجة الدوائية لاعتقادها ان هذا المرض العقلي هو من السحر أو التلبس بالجن والعمل والاهمال يؤدي الى استفحال المرض لأن فاقد العقل قد يتصرف بدون وعي او تكون ردود فعلية من خلال اعتقادات بالعداء والمراقبة له.
وشارك المختص النفسي أحمد العازمي بتوصيات نشر الثقافة النفسية للعامة والتركيز على فوائد المعالجة المبكرة ومضار اهمال الحالة وزيارة مراكز الاستشارات الأولية.
وأوضح وجوب توعية الأطفال بعرض مبسط عن هذه الحالات لان الخوف يكون من الجهل يتناسب مع مستوياتهم العمرية ومقاطع فيديو كارتونية او مماثلة للواقعية توضح افضل طرق التعامل.
وأكد بأن الاحتواء يبدأ من فهم الانسان اذا فهم اي موضوع او ظاهرة تعامل معها بشكل علمي والفهم يآتي بنشر الوعي وشرح الاعراض باسلوب مبسط يفهمه العامة.
من جانبه، ذكر المتحدث الإعلامي لشرطة المنطقة الشرقية العقيد زياد الرقيطي، أنه يتم الاستعانة بدوريات الأمن أو عناصر من الشرطة للسيطرة على المريض النفسي وفق ماتقتضيه حالته، ثم يتم نقله عبر الهلال الأحمر إلى مستشفى الصحة النفسية لعلاجه.
وحمّل الرقيطي مسؤولية متابعة المريض على ذويه، فلو ثبت لدوريات الأمن إهمال المريض من قبل أهله، يؤخذ عليهم التعهد اللازم، على أن يوفروا له الرعاية الكاملة، ومتابعة علاجه في أحد المستشفيات المتخصصة.