تاروت.. ”الدعيدعة“ خرافة اختفت مع جفاف ”عين العودة“

رافقت عين ”العودة“ وهي أكبر ينبوع ماء طبيعي بجزيرة تاروت حكايات وخرافات في الوجدان الشعبي المحلي، منها ”دعيدعة العين“ وهي جنية تقتل من يستحم بمفرده ليلًا وتسحب إلى القاع وتغرق الشخص سواء كان رجلًا أو امرأة وفي كل عام تكون هنالك ضحية لها.
واختفت تلك الخرافات ولم يبق لها اثرًا ومع الجيل الذي قد غربت شمسه، متحولة إلى حكايا قد تم تأويلها يتداولها الناس وبعيدة عن الحقيقة.
وجفت مع الخرافات ينبوع ”عين العودة“ قبل عدة سنوات مضت ونضبت، بعد ان كانت مصدرًا هامًا للناس في مياه الشرب والطهي وسقي المزارع والبساتين والاستحمام وغسل الملابس والأواني.
وأكد الباحث والمؤرخ التاريخي علي الدرورة لـ ”جهينة الإخبارية“ على أن عين العودة تعتبر كما تسمى في العصور القديمة بصفتها أكبر ينبوع ماء طبيعي بجزيرة تاروت، بعد اضافة التحسينات المعمارية عند مجيء العثمانيين في المنطقة قبل أربعة قرون.
ولفت إلى أن النبع قد نضب قبل سنوات قليلة مضت وبأن هذا النضوب الذي أصاب الينبوع التاريخي إشارة شؤم لضياع هذا المعلم المهم في السنوات المقبلة إن لم تكن هنالك مبادرات جادة لمحاولة إعادته.
وبين أن موقع العين والقلعة المجاورة لها من أهم المواقع الأثرية في المنطقة الشرقية وفي الساحل الشرقي للخليج بصفة عامة.
وقال الدرورة بأنه قد قام بالتنقيب في عدة مواقع أثرية كثيرة بصفة رسمية وغير رسمية والوقوف عند حفريات كثيرة اثرية في المنطقة الشرقية.
وطالب بترميم هذه المناطق ومنها قلعة تاروت والمنطقة المحيطة بها منذ 30 عامًا وقد تم توثيق ذلك في الصحف.
واضاف ”لقد طالبت بتسليمي قلعة تاروت لأقوم بنفسي بالإشراف على ترميمها وتحويلها إلى متحف، بعد الترميم الذي حدث سنة 1984م والذي لم يكن بالمستوى المطلوب وبقي الحال كما هو حتى اليوم“.
الجدير بالذكر أن الدكتور علي الدرورة خبير في التراث الشعبي ومؤرخ متخصص في فترة النفوذ البرتغالي للخليج والهند، تعاون مع المؤسسات الثقافية الحكومية في دول الخليج باحثا ومحاضرا ردحا من الزمن.