باحث إسلامي.. 70% من الخطباء لا يملكون خبرة في البحث والتتبع التاريخي

اتهم باحث في التاريخ الإسلامي أغلب العلماء والمراجع بعدم خبرتهم وفي علوم التاريخ، قائلا «المراجع في علمي الفقه والأصول فنانين، أما في علمي السيرة والتاريخ «عوام»».
واستغرب الشيخ علي الفرج بشدة، عدم إنكار المراجع للروايات التي تتداول عن قضية كربلاء، على الرغم من عدم صحتها.
وطالب في أمسية «أسطرة الرموز التاريخية، الأسباب والنتائج» في منتدى الثلاثاء الثقافي بحلحلة الروايات المختلفة ومراجعة الموروث الروائي ورمي المختلق منها، مشددا على أن تنقيح الروايات يتضامن مع المفاهيم القرآنية التي تشدد على الصدق وأهميته.
وقال الشيخ الفرج في الأمسية التي شهدت حضورا واسعا «أن 70% من الخطباء لا يملكون خبرة في البحث والتتبع التاريخي».
وتحدث الشيخ عن كتابه «العباس بن علي، بين الأسطورة والواقع» وعن النذر الذي توجب عليه الوفاء به بعد شفاء زوجته بكتابة كتاب يتحدث عن سيرة العباس .
ونوه إلى إن الكثير من الروايات المتداولة في الكتب مختلقة، مستعرضا الأسباب التي تجعل من المتلقي يرفض تصديق هذه الرويات والتي من أبرزها أن الرواة لها لم يشيروا إلى مصدر تاريخي أو حديثي.
وانتقد الشيخ في الأمسية التي أدارها الإعلامي عبد الباري الدخيل أسلوب «اختلاق الروايات» التي يلجأ إليها بعض الخطباء بسبب جهلهم بأسباب ثورة كربلاء وتركيزهم على إبكاء المتلقي واستدرار عاطفته.
واستنكر الشيخ ظاهرة «سحب الروايات بعضها على بعض» والتي تعني بنسبة بعض الأحداث التاريخية إلى شخصيات أخرى، مستشهدا بأن لقب «سبع القنطرة» مسحوبا من روايات قديمة من الإمام علي إلى ابنه العباس عليهما السلام.
وعدد بعض الأسباب التي ساعدت على وجود الروايات الضعيفة في المصادر الحديثة والتي من أهمها غياب التحليل التاريخي لواقعة كربلاء، والتقرب إلى الجمهور بطريقة طرح القضية الحسينية أقرب للشعبية.
وفي الأمسية التي شهدت توزيع كتابه على الحضور والتوقيع عليه، انتقد الشيخ تحويل بعض الخطباء الأبيات الشعرية من لسان حال إلى لسان مقال، مشيرا إلى أن هذا ساهم في تحويل الأحداث الخيالية إلى أحداث حقيقية.
وأشار إلى المنهجية التي يتبعها في تصديق الروايات واعتمادها، لافتا إلى اعتماد الروايات التي جاءت قبل القرن العاشر الهجري.
وانتقد بشدة كتاب «روضة الشهداء» لمؤلفه الكاشفي والذي يعتمد على الأسلوب القصصي الخيالي والروايات غير الدقيقة واقتصاره على تعداد المصائب العاشورائية.