كيفية المناقشة في إقناع الناشئة
في إحدى الأمسيات الحوارية بين بعض الإخوة الأفاضل، دار جدال ونقاش حيوي وفعّال حول كيفية التعامل بين الآباء والناشئة في الأمور التعبدية والتربوية، وكيفية الإقناع والدفع بهم نحو تهيئة السبل والاندفاع إلى القيام بالواجبات الدينية والأخلاقية بأريحية جذابة، ومن غير إكراه ولا تعنيف ولا شدة، حتى يتقبلوها بروح شفافة وقناعة وجدانية، ليشبّوا عليها وتترسخ في مفاهيمهم وعقولهم، فتُصبح جزءًا من حياتهم وسلوكهم، لا يمنعهم أي مانع - مهما كان - من القيام بها.
فمثلًا، تأدية الصلاة في أوقاتها والحفاظ على هذه الشعيرة المقدسة مهما كانت الظروف والأعذار، إنما تترسخ وتنتظم بفضل تلك التربية المتوازنة الهادئة، البعيدة عن روح الانفعال والشدة والغلظة. وعلى العكس من ذلك، ما يحصل من بعض الآباء - هداهم الله - باستخدام أسلوب الإكراه والمتابعة غير الواقعية، والتي لها آثار عكسية، حيث تولّد النفور والصدود، بل تخلق جوًّا من عدم الثقة والاطمئنان بين الجانبين: الأب والناشئة. بل قد يستغل بعض الأبناء غياب ربّ الأسرة للتهرّب من أداء العبادات، أو يتظاهر أمام والدته وإخوته بأنه قام بما عليه من واجبات، بينما هو في الحقيقة يخادع نفسه. وكل هذا نتيجة الشدة والانفعال من بعض الآباء، التي انعكست سلبًا على شريحة من الناشئة، وولّدت فيهم كراهية الاستمرار على هذه العبادات.
من هنا، يجب علينا كآباء ومربين أن نكون على مستوى المسؤولية في كيفية غرس حب هذه الفرائض، بالتشويق تارة، وتارة أخرى ببيان الأجر والثواب الكبير الذي يناله من الله سبحانه وتعالى عند أدائها في وقتها. وكل ذلك يتحقق بالكلمة الطيبة والقول الجميل، كما قال الباري جلّت قدرته في محكم كتابه وفصيح خطابه:
﴿وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ﴾ [آل عمران: آية 159].
صدق الله العلي العظيم…
والله الموفق.