”بِشارة الصيف“.. وصول بواكير الرطب و”الغر“ و”الطيار“ يتصدران في أسواق الشرقية

تشهد أسواق التمور في المنطقة الشرقية حراكًا نشطًا مع انطلاق موسم ”بواكير الرطب“، الذي يتزامن سنويًا مع دخول فصل الصيف، ويعد من أبرز المحطات الزراعية التي يترقبها المستهلكون والمزارعون لما تحمله من قيمة غذائية واقتصادية عالية.
وشهد سوق التمور بالدمام، انتعاشًا ملحوظًا في حركة البيع والشراء، مع وصول أولى ثمار الرطب المعروفة محليًا بـ ”البِشارة“، التي تحظى بطلب متزايد رغم ارتفاع أسعارها، نظير ندرة المعروض وجودة الثمار الأولى.
وأوضح المزارع قاسم السبيعي، المتخصص في إنتاج وتسويق التمور، أن ”البِشارة“ تشمل أصنافًا مثل ”الغر“، و”الطيار“، و”المجناز“، مبينًا أن أسعارها تتراوح في بداية الموسم بين 300 إلى 400 ريال للكيلو نظرًا لمذاقها الفريد وندرتها.
وقال السبيعي إن أولى الثمار تصل الأسواق سنويًا في 1 يونيو بالتقويم الميلادي، بينما تتقدم هجريًا بنحو 12 إلى 13 يومًا، مشيرًا إلى أن الأسعار تبدأ مرتفعة قبل أن تنخفض تدريجيًا مع زيادة المعروض بحلول يوليو، لتصل إلى نحو 10 أو 15 ريالاً للكيلو.
وبيّن أن لكل نوع خصائصه، ف ”الطيار“ يتميز بلونه الأخضر الفاتح، و”المجناز“ يميل إلى الأخضر الداكن ويُفضله كبار السن لقلة سكره، بينما يتصف ”الغر“ بلونه الأصفر ومذاقه الحلو.
ويختلف الطلب بين من يفضل الرطب غير المستوي لاستخدامه لاحقًا، ومن يفضل ”المنصف“ للاستهلاك الفوري.
وأوضح السبيعي أن السوق يبيع حاليًا نحو 50 كرتونًا يوميًا، متوقعًا تزايد الكميات مع دخول أصناف جديدة مثل ”الخلاص“، و”الخنيزي“، و”السيسي“، و”الشبيبي“، ما سيُسهم في استقرار الأسعار ووصولها لمستويات مناسبة.
وأشار إلى أن الظروف المناخية تؤثر على الإنتاج، حيث تؤدي الرطوبة المرتفعة إلى نضج غير متوازن، في حين تُسهم الحرارة الجافة في تسريع الإنضاج وزيادة وفرة المنتج.
وتوقّع السبيعي استمرار الموسم حتى أواخر سبتمبر، مع تتابع نزول الأصناف مثل ”الهلالي“، و”الشهل“، و”الرطاب الأحمر“، ليتوّج الموسم بذروة تنوعه منتصف سبتمبر.
وأكد أن لكل صنف جمهوره، فبعض الأنواع تُستهلك مباشرة، بينما تُخصص أخرى للتخزين أو لتصنيع التمور المجففة، مشيدًا بجودة المعروض هذا العام وتنوعه، بما يعزز من مكانة المنطقة الشرقية كمركز رئيسي في إنتاج وتسويق التمور محليًا.