يوم الأب العالمي وحقائق اجتماعية
شكرًا لكل من هنأ والده بيوم الأب العالمي، وأتمنى لكل الآباء يومًا أبويًا سعيدًا. وشخصيًا كأب، وقفت وما زلت أقف على حقائق اجتماعية عديدة، وبعضها صادم. وهناك حقائق اجتماعية، بمجرد إدراكك لها كابن أو فتاة وتجنب الوقوع في فخاخ بعض الشعارات / الوعود الحمقاء المخادعة منذ بداياتك، ستكون في مأمن وراحة بال، وبعيدًا عن التراشقات والمهاترات. وسيكون من الأفضل لك العمل بجد على نفسك مبكرًا لتكون شخصية رصينة ورزينة وناجحة. كتبتُ بعض تلك الحقائق هنا على عجالة بمناسبة ”يوم الأب العالمي“، آملًا من الله حسن المشاركة والتسديد.
كل مجتمع بشري توجد به مجاميع صغيرة فاسدة تمارس وتدفع لإرساء أعراف ومعايير بالية تصب في خدمتها وتجذّر لإطعام الجشع الذي تميل إليه. بعض تلك المعايير قائمة على عقد مقارنات في الأعراس والمزايدة في المناسبات والمتاجرة بالمشاعر الإنسانية والدينية والوطنية، والتي يؤدي الانسياق فيها إلى أن تستنفذ كل موارد الإنسان المالية والنفسية دون إدراك أو وعي منه. فكن أوعى من ذاك كله؛ و”مدّ قَدَمَيك على قدر طول لحافك“ وتجنب المغررين بك في كل شيء سواء عقار أو... إلخ.
تؤثر البطالة والكسل والتردد بشكل متفاوت وسلبي على الرجل ”المرأة“. حتى أن تعامل العائلة مع أفرادها الكسالى والمترددين يضحى جليًا وملحوظًا. يفقد الناس احترامهم لأولئك الأشخاص. بل لا أحد يهتم بهم ولا بأقوالهم. معظم أفراد العائلة يكونون لطفاء فقط عندما يكون لدى الأب / الابن البالغ ما يقدمه لهم. ولذا عليك الاستيقاظ كل يوم صباحًا وإصلاح حياتك وتطوير مهاراتك ومد يد العون لأفراد أسرتك. فالعالم قاسٍ جدًا على الرجل المتردد وكذلك الرجل المُعدم والفقير والكسول.
أنت رجل / شاب يافع، قيمتك تُقاس بما تنتجه وما تساهم في إنتاجه أو تبادر في إيجاده، وليس بسرد قصص متاعبك. ولا بإمكانياتك. ولا بأحلامك ولا بتواجدك في مقهى ما، ولا بسفرك لدول ما. ولا بترديد كلام الآخرين.
ليس هناك شخص محبوب ”بلا شروط“. بل كل شيء له سبب، ومنها حب الآخرين لك. فلَدى البعض قيمتك لا تتعدى قيمة آخر عمل جميل قدمته لهم، أو معروفك الأخير الذي أسديته لهم. الحب غير المشروط هو حب والداك ”أباك وأمك“ لك.
العالم لا يُبجل رجالًا منكسرين أو منهزمين أو انهزاميين أو انطوائيين أو معتمدين على الآخرين في إنجاز كل شيء. فأولئك الانهزاميون يُدفنون تحت وطأة الفشل والكسل وتراكم الفواتير وخيانة أنفسهم لأنفسهم، والوعود الكاذبة من قبل أصدقاء السوء والانسحابات المتعددة ممن ضاقوا ذرعًا منهم.
قد تتوقف عائلتك عن الاتصال بك عندما لا تملك موارد مالية / حياة منتجة / دعمًا واحترامًا لهم.
فقد تتوقف زوجتك عن احترامك عندما لا تشعرها باحترامك لها أو عندما يزداد تصادمك غير المنطقي بشكل مستمر مع العالم من حولك. يتوقف أصدقاؤك عن دعوتك للسفر معهم / للذهاب معهم عندما لا تستطيع مشاركتهم في دفع الفاتورة. وهذا التصرف لا يعني أنهم أشرار. بل لأن الرجل الذي لا يملك موارد يساهم بها، لا يُعد شيئًا مذكورًا في نظر المجتمع.
كن مستحضرًا للحقيقة التالية بكل وضوح مع نفسك ومنذ بداية مسيرتك المهنية دون أي وهم أو تخيل أو نرجسية أو غرور أو جهل:
• لا أحد سيأتي لإنقاذك عندما تُخطئ.
• لا أحد يتحقق مما إذا كنت قد أكلت. فأنت المسؤول الأول عن الاهتمام بغذائك ودوائك ونومك وصحتك وجوعك وعطشك.
• لا أحد يهتم أو سيهتم بسماع قصة كفاحك إلا إذا كانت في بودكاست لقصة نجاح بعد أن تحققها. فالعالم مليء بقصص ودراما مأساوية.
أصلح حياتك بالأدوات وشبكة العلاقات المتاحة لك، إلى جانب شجاعتك وعافيتك ومرونتك في اكتساح مجالس وتطوير علاقات ناجحة. أو مت حسرة وأنت تشاهد العالم يمر بك والآخرون ينمون وأنت تحتضر. لأن كون الشخص مفلسًا في كل جانب ليس صعبًا فحسب، بل هو إذلال مزعج لذات الشخص. ولن يحترم الناس أحدًا حتى ينهض من الوحل الذي أوقع نفسه فيه / أوقعه الآخرون فيه. لذا، النهوض بصمت وثبات وعنفوان، لكسب مكانتك في عالم لم يُمنح مكانًا قط إلا بتضافر الجهود منك. فالقوة تُنتزع.
عندما تكون رجلًا بلا دخل / أخلاق / مصداقية،
تشعر بأنك غير مرئي عند البعض. فيهدأ صوتك في المكان. ويتوقف الناس عن الإنصات لك. حتى بعض أطراف عائلتك يبدون لك مختلفين عما كانوا سابقًا. تذكر، قيمتك بإنتاجك ومصداقيتك ومبادراتك وأخلاقك.
ليس من العدل أن تُهمش بعد أن تبذل قصارى جهدك بذكاء لتكون صائدًا للفرص الأفضل. لكن هذا حقيقي أنك ستُهمش إن ضيعت الفرص تلو الفرص، سواء فرص عمل أو فرص زواج أو فرص علاقات محمودة بأشخاص محترمين.
في الأغلب الأعم، الاحترام لا يأتي من الحب - بل من النفوذ والتأثير الفعال. اصنع احترامك لذاتك أولًا. لذا انهض. حتى لو لم يُشجعك أحد. وحتى لو لم يؤمن أحد بقدراتك.
العالم الحقيقي لا يشفق على الرجل المفلس / المتذمر / السلبي / الضعيف / الكسول، بل يُعاقبه أو يهمله ويطوي اسمه.
إن لكل إنسان في هذه الأرض نقطة ضعف ينفذ من خلالها الشيطان، أشهر تلك المنافذ: حب النساء الجميلات، والغضب، وحب المال حبًا جما، والشهرة، حب الشهوات بشكل مسرف وفي أي اتجاه سلبي كحب الطعام بشراهة أو حب مشاهدة الأفلام، الحسد، العُجب بالنفس، انعدام القناعة.. فهل حاولت أن تستكشف مواطن الضعف في نفسك قبل وبعد وأثناء نقدك للآخرين؟ ومعالجتها بأسرع ما يمكن حتى لا يستفحل الشيطان في نفسك!
النرجسية الاجتماعية آخذة بالتفشي وقد تكون في الأغلب فخًا وكذبة كبيرة؛ فلا تتخذ قرارًا إلا بعد تمحيص الحقائق بناءً على مصاديق السلوك وليس الادعاء. فلا تذهب مع حملة حج شللية لأنك ستحسب مجرد رقم لإكمال إشغال المقاعد الفائضة. ولا تشتري بيتًا بجوار معين لأنهم من أبناء جلدتك ”جماعتك“ أو من مدينتك حيث مسقط رأسك، بل محّص البيئة أولًا فإن كانت سيئة فأعرض عنهم. ولا تُسجل ابنك / ابنتك بمدرسة ما ”دِرلية / أهلية“ اتباعًا لهبة ما دون تمحيص بيئة المدرسة، فقد تخسر أخلاق ابنك / ابنتك بسببها.
احذر ممن يكثر استخدام جملة ”لا تحط راسك براسي ترى أطحنك...!“ أو جملة ”أنت تعرف أنا مين، ترى بتشوف اللي ما شفته... انتبه لنفسك“، أو جملة ”ترى أنا أعرف ناس واصلين ويمكنني أن أوريك نجوم الظهر...!“، فاعلم أنه ذات الشخص سيهددك أو يبتزك يومًا ما وسينقلب عليك حتى لو كان ممن يصلي في الصف الأول بدور العبادة لانعدام الموازين الأخلاقية عنده.