آخر تحديث: 12 / 5 / 2025م - 7:22 م

موسى حسن الجبيلي أحد منسوبي بلدية محافظة القطيف

حسين الدخيل *

عمل الخير من أسمى القيم الإنسانية، فهو يتجاوز الحدود والأديان والجنسيات، ويُعد بذرةً يزرعها الإنسان في أرض الحياة لتنبت سعادةً في قلبه وفي قلوب الآخرين.

فعل الخير لا يقتصر على المال فقط، بل يشمل الكلمة الطيبة، ومساعدة الآخرين والمحتاجين، والتبسم في وجه الناس، والتطوع، والسعي لخدمة المجتمع، والدعاء بظهر الغيب.

وقد قال رسول الله ﷺ: ”أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس.“

وسوف أذكر شخصًا يسعدني كثيرًا رؤيته، لما يتحلى به من خُلُق رفيع، وكلمة طيبة، وابتسامة جميلة، ولتفانيه في خدمة الناس والمؤمنين، وهو الأخ موسى بن حسن علي الجبيلي، أحد أبرز الشخصيات المعروفة في بلدة القديح بمحافظة القطيف.

الأخ موسى يعمل في بلدية محافظة القطيف، وقد كان له دور فعّال في مجال إكرام الموتى، حيث يعمل سائقًا لسيارة نقل الموتى على مستوى المحافظة وخارجها عند الحاجة، ويقوم بعمله دون تردد، يشمر عن ساعديه، ويُبادر بالواجب في كل وقت، حتى خارج أوقات دوامه الرسمي، مما جعله محل تقدير واحترام كبيرين من قبل الأهالي وزملائه والمجتمع عامةً.

وفي العام الماضي، كرّمت إدارة مرور محافظة القطيف الأخ موسى الجبيلي تقديرًا لجهوده المتميزة وتعاونه المثمر مع الجهات الرسمية، حيث جاء هذا التكريم اعترافًا بإسهاماته البارزة في تحسين الخدمات وتعزيز التعاون بين الجهات في المحافظة، مما أكسبه محبة الجميع.

وتُعد عائلة الجبيلي من العائلات العريقة والمؤمنة في بلدة القديح، ولها إسهامات واضحة في الحياة الاجتماعية والدينية، وقد نشأ هذا الرجل الكريم من هذه الأسرة المباركة.

وقال عنه أحد مُكرّمي الموتى في المحافظة: ”موسى الجبيلي «أبو حسن» بطل، وقليلٌ في هذا الزمن من يشبهه. تجده وقت الحاجة، قويًا، جسورًا، يبادر بنقل المتوفى حتى بعد مضي أيام على وفاته، ويسعى بجهد لتسهيل الإجراءات الرسمية في المرور والشرطة لتسريع دفنه، وقد رأيناه في مواقف متعددة يعمل سائقًا أو حفارًا أو مغسِّلًا، بحسب الحاجة.“

تربّى الأخ موسى في كنف أبوين مؤمنين، وعاش حياته مكافحًا إلى جانب والده المرحوم الحاج حسن علي أحمد الجبيلي «رحمه الله»، الذي توفي يوم الجمعة 13 جمادى الأولى 1446 هـ، حيث كان يخرج من دوامه في بلدية القطيف ليساعد والده الطاعن في السن في مزرعته، رغم الإرهاق، خاصة في فترة جائحة كورونا التي كانت من أصعب الفترات لكثرة حالات الوفاة.

فهنيئًا لك يا موسى الجبيلي «أبا حسن» على هذه الروح الطيبة التي زرعتها في قلوب الناس بعملك الخالص لوجه الله، وبرّك بوالديك، وخدمتك للمؤمنين، وهي من أعظم النعم التي يُمنّ الله بها على عباده.

افعل خيرًا، حتى لو لم يرك أحد، فإن الله يراك، وهو الذي يجزيك بأفضل الجزاء والإحسان.

ونحن في القديح، وفي جميع قرى محافظة القطيف، والبلدية، وجمعية الفردوس لإكرام الموتى، وجميع أعضائها ومنسوبيها، فخورون بك، ونسأل الله أن يسدد خطاك، ويعينك على الخير، ويجعل عملك هذا في ميزان حسناتك.