استشاري: 80 % زيادة في خطر القدم السكرية لمن يتجاوز السكر التراكمي لديهم 6%

دق استشاري جراحة العظام والمفاصل، الدكتور عمرو الحقيل، ناقوس الخطر بشأن التداعيات المدمرة لارتفاع مستويات السكر في الدم، مؤكداً أن هذا الارتفاع يعد سبباً مباشراً لتلف الأعصاب الطرفية، وهي حالة تمثل مقدمة لمضاعفات وخيمة، يأتي في مقدمتها ”القدم السكرية“.
وشدد الحقيل على أن هذه الحالة قد تتفاقم لتصل إلى تقرحات شديدة، وفي سيناريوهات متقدمة، قد تفرض الحاجة إلى بتر الأطراف المصابة للحفاظ على حياة المريض.
وأوضح الحقيل أن المملكة العربية السعودية تواجه تحدياً متزايداً مع انتشار داء السكري، مستشهداً بإحصاءات حديثة تشير إلى أن نسبة المصابين بالمرض تتراوح بين 18 و 20 بالمئة من إجمالي السكان.
ونبه إلى أن الأفراد الذين يعانون من ارتفاع ملحوظ في مستوى السكر التراكمي، متجاوزين نسبة 6 بالمئة، ترتفع لديهم احتمالية الإصابة بمضاعفات القدم السكرية بشكل كبير، لتصل إلى ما بين 70 و 80 بالمئة، خصوصاً في الحالات التي يتعرض فيها المريض لجرح لا يتم التعامل معه وعلاجه بالطريقة الصحيحة والمناسبة.
وأشار الدكتور الحقيل إلى أن اعتلال الأعصاب الطرفية، وهو نتيجة شائعة لمرض السكري غير المنضبط، يتسبب في اضطراب حاد في قدرة المريض على الإحساس.
وشرح أنه خلافاً للشخص السليم الذي يستجيب فوراً للألم الناتج عن الضغط على منطقة معينة في القدم بتغيير وقفته لتخفيف الضغط، فإن مريض السكري المصاب بتلف الأعصاب يفقد هذه الآلية الدفاعية الطبيعية.
وأضاف أن هذا الفقدان للإحساس بالألم أو الضغط يؤدي إلى استمرار التحميل على مناطق محددة في القدم دون وعي من المريض، مما يسهل تكون التقرحات الجلدية التي قد تتعمق لتصل إلى العظام.
وبيّن الاستشاري أن خطورة هذه التقرحات تتضاعف كون المريض لا يشعر بها في مراحلها الأولى، مما يؤخر عملية البحث عن العلاج.
وأضاف عاملاً آخر يزيد من تفاقم المشكلة، وهو ضعف تدفق الدم إلى الأطراف الناتج عن تضيق الشرايين الذي يصاحب مرض السكري غالباً، حيث يعيق هذا الضعف قدرة الجسم على التئام الجروح بشكل فعال، مما يجعل الحالة أسوأ مع مرور الوقت.
وأكد الحقيل أن تطور حالة القدم السكرية غالباً ما يتخذ مساراً تدريجياً يبدأ بجرح قد يبدو بسيطاً ولا يسترعي انتباه المريض بسبب ضعف الإحساس. ومع استمرار الضغط والإهمال، يتحول هذا الجرح إلى تقرحات، وقد تتفاقم الأمور لتصل إلى حدوث كسور أو تهشم في عظام القدم دون أن يشعر المريض بأي ألم يذكر.
ونوه إلى أن هذه الحالات المتقدمة غالباً ما تتطلب تدخلات جراحية معقدة، قد يكون البتر أحد خياراتها الحتمية في بعض الأحيان.
ولفت الحقيل الانتباه إلى أن اكتشاف المشكلة لدى بعض المرضى قد يأتي متأخراً، ليس عن طريق المريض نفسه، بل عبر ملاحظة أفراد أسرته لوجود انتفاخ غير طبيعي أو تشوه في شكل القدم.
وأشار إلى حالات لمرضى استمروا في المشي وممارسة حياتهم اليومية على قدم تعاني من كسور دون الشعور بألم، مما يؤدي إلى تطور حالة تعرف بـ ”قدم شاركو“، وهي من أشد صور القدم السكرية تعقيداً وخطورة.
، شدد الدكتور الحقيل على الأهمية البالغة لنشر الوعي حول مرض القدم السكرية ومخاطره الجسيمة. ودعا إلى ضرورة التزام مرضى السكري بالفحص الدوري والمنتظم لمستويات السكر التراكمي في الدم، مع أهمية المراقبة الذاتية الدقيقة لأي جروح أو خدوش أو تغيرات مهما بدت طفيفة في القدمين.
وطالب بضرورة تعزيز وتكثيف برامج التثقيف الصحي الموجهة لهؤلاء المرضى، وتفعيل أنظمة للتدخل المبكر، بهدف الحد من المضاعفات الشديدة وتجنب الوصول إلى مراحل متأخرة يصعب علاجها وقد تؤدي إلى نتائج مأساوية.