آخر تحديث: 3 / 5 / 2025م - 8:14 م

من الأفلاتوكسين إلى الديوكسينات.. خطوط حمراء لملوثات الأعلاف.. ما هي التفاصيل؟

جهات الإخبارية

طرحت الهيئة العامة للغذاء والدواء مسودة ”اللائحة الفنية للملوثات في الأعلاف“ عبر منصة ”استطلاع“ الإلكترونية، داعيةً جميع المختصين والمهتمين في قطاع الأعلاف والثروة الحيوانية إلى إبداء مرئياتهم ومقترحاتهم.

وتهدف هذه الخطوة إلى وضع إطار تنظيمي شامل يحدد الحدود القصوى المسموح بها للملوثات الكيميائية والميكروبية والسموم الفطرية في الأعلاف الحيوانية، وذلك نظراً للدور المحوري الذي تلعبه سلامة الأعلاف في منظومة الأمن الغذائي وصحة الإنسان والحيوان.

وتستهدف اللائحة الجديدة بشكل أساسي تنظيم وجود الملوثات التي قد تؤثر سلباً على سلامة الأعلاف الحيوانية في أي مرحلة من مراحل السلسلة الإنتاجية، سواء كانت ناتجة عن التلوث أثناء الزراعة أو التصنيع أو النقل أو التخزين.

وتشمل هذه الملوثات فئات متعددة ومختلفة المصادر، أبرزها السموم الفطرية، والمعادن الثقيلة، والسيانيد، والميلامين، والديوكسينات، والتي ثبت علمياً أنها تشكل خطراً مباشراً على صحة الحيوان، مع إمكانية انتقال آثارها الضارة إلى الإنسان عبر استهلاك المنتجات الحيوانية كالحليب واللحوم والبيض.

وأولت المسودة اهتماماً خاصاً للسموم الفطرية ”Mycotoxins“، الناتجة عن نمو بعض الفطريات، نظراً لخطورتها وتأثيرها السُمّي المباشر على أعضاء حيوية في الحيوانات كالكبد والكلى والجهاز العصبي، فضلاً عن دورها في خفض المناعة والإنتاجية واحتمالية انتقالها للإنسان.

وحددت اللائحة ضمن بنودها حدوداً قصوى لعدد من هذه السموم، منها على سبيل المثال حد أقصى يبلغ 0,005 ملجم/كجم لسم الأفلاتوكسين في الأعلاف المركبة المخصصة للحيوانات الحلابة، وحد يبلغ 2 ملجم/كجم لسم الدي أوكسي نيفالينول ”DON“ في الأعلاف المركبة للعجول والحملان، و 0,5 ملجم/كجم لسم زيرالينون في الأعلاف المركبة للمجترات.

وحظرت اللائحة بشكل صريح خلط الأعلاف الملوثة بنسب تفوق الحدود المسموحة مع أعلاف أخرى بهدف تخفيف التركيز، مع السماح باستخدام مواد معينة مثل محيدات السموم أو إضافات كالأمونيا وفقاً لمعايير الهيئة.

وفيما يتعلق بالمعادن الثقيلة، التي تشكل مصدر قلق بيئي وصحي نظراً لإمكانية تسربها للأعلاف من التربة أو المياه أو عمليات التصنيع، فقد وضعت اللائحة المقترحة نسباً دقيقة للحدود القصوى المسموح بها لحماية الحيوان من التسمم المزمن ومنع انتقالها للإنسان.

وجاء من أبرز هذه الحدود المقترحة: 2 ملجم/كجم كحد أقصى للزرنيخ في الأعلاف المركبة، و 5 ملجم/كجم للرصاص في الأعلاف المركبة ”مع استثناءات لبعض المكونات كالفوسفات“، و 0,1 ملجم/كجم للزئبق في الأعلاف المركبة، بينما تراوح الحد الأقصى للكادميوم بين 0,5 و 2 ملجم/كجم حسب نوع المادة العلفية.

ولم تغفل اللائحة تنظيم وجود مركبات أخرى، حيث تضمنت حداً أقصى لوجود مركب السيانيد شديد السمية يبلغ 10 ملجم/كجم في الأعلاف المركبة للدواجن ”مع نسب أعلى لبعض المكونات النباتية كبذور الكتان“.

ووضعت حداً أقصى صارماً للميلامين، وهو مركب صناعي غني بالنيتروجين، يبلغ 2,5 ملجم/كجم، مع تنظيم دقيق لحالات وجوده العرضي غير المقصود. وأشارت المسودة كذلك إلى خطورة الديوكسينات، كمجموعة من الملوثات العضوية الثابتة عالية السمية، مؤكدة على ضرورة إخضاع الأعلاف لاختبارات دقيقة للكشف عنها.

وشددت الهيئة في مسودة اللائحة على أهمية اتباع طرق علمية ومعتمدة في أخذ العينات وتحليلها لضمان دقة النتائج، وتطبيق المواصفات القياسية ذات الصلة في جميع المراحل.

ومن المتوقع أن تساهم اللائحة الجديدة بعد اعتمادها في رفع جودة وسلامة الأعلاف المنتجة محلياً والمستوردة، وتعزيز القدرة التنافسية للمملكة، وتقليل معدلات الأمراض والنفوق في الثروة الحيوانية، وتحسين مؤشرات الإنتاج، وهو ما ينعكس إيجاباً ومباشرة على سلامة المنتجات الحيوانية المقدمة للمستهلك النهائي ويعزز ثقته في جودتها.