شاهد.. حكاية قلمٍ تحدّى الإعاقة.. ليلة وفاء للراحل الجنبي في ذكرى الأربعين

في ليلة وفاء لتاريخه وإنجازاته، اجتمع محبو المؤرخ والباحث الراحل عبد الخالق الجنبي في حسينية آل شهاب ببلدة القديح بمحافظة القطيف، ليبوحوا بمشاعرهم تجاه الراحل، ويروون لقطات من حياته ومواقف جمعتهم به.
وأشاد الشاعر عدنان العوامي بقدرة الراحل على التميز والإنجاز رغم إعاقته، ووصفه بأنه ”مُجلِّيًا في أول الحَلْبة، سابقًا في مقدم الصفوف“.
وقال ”أن ينشأ امرؤ في بلدة فقيرة من الثقافة والعلم والأدب، وتقذف به المشيئة في بيئة غنية بها جميعًا، فينبغ متفوِّقًا؛ فهذا ليس فخرًا، ولا مجدًا، بل هو المتوقع المظنون، إنَّما ضمُّ الفخر من أطرافه، وتسنَّم المجد في أعلى ذُراه؛ أن تكون نشأته في وسط يعج بالقامات السامقة، ومحيطه تتزاحم فيه المناكب الشامخة فيأتي مجلِّيًا في أول الحَلْبة، سابقًا في مقدم الصفوف.“
واعتبر الدكتور نزار الشيخ، الراحل الجنبي أحد أعمدة البحث العلمي في المنطقة الشرقية، ووصف كتاباته بأنها ”تميزت بالروح الأدبية مع السلاسة في تناسق الأفكار“.
وقال ”عرفته باحثاً متمكناً في فن البحث العلمي، في المعالم الجغرافية القديمة في المنطقة الشرقية، كان أحد أعمدة البحث العملي لا يعرف الكلل ولا الملل، لا يهدأ له بال حتى يصل إلى مبتغاه في البحث العلمي، وإن وجد المسألة مغلقة وهذا ما يحصل لكثير من الباحثين نبه في بحثه على أهمية المتابعة فيها، بعد أن سهل الطريق إليها، لقد تميزت كتاباته بالروح الأدبية مع السلاسة في تناسق الأفكار، وفي المجال الذي كتب فيه لم يكن له مقارن من حيث الدقة وإعطاء الفكرة حقها.“
ونعى الشاعر حسين سهوان، الراحل في قصيدة مؤثرة، ووصف رحلته الثقافية والأدبية بأنها ”فهرسة التاريخ المطلِ على عيون الظلال الملونة“.
وقال: ”بَعْضٌ مِنْ سِيْرَةِ أرْض، من أي قافية في دقائق أبتديك أيها الشاهق في سمائنا، وبأيها أختمك وأنت فهرسة التاريخ المطلِ على عيون الظلال الملونة، تمد أجنحة المواقيت الأزلية باحثًا ومؤرخًا، محققا وأديبا، يسافر فيك الشعر العتيق، فتغيب حضورًا في ذاكرة تفاصيلها الأسئلة المعلقة في متن المجاز، فنكتب خجلا بعضًا من سيرة أرض..!“.
ركز الشيخ محمد علي الحرز على المنهج البحثي للراحل، ووصفه بأنه ”مرجعاً تاريخياً للكثير من المهتمين بالشأن التاريخي“.
وقال ”نعيش ذكرى فقد أحد فرسان التاريخ ورجالاته الأفذاذ، صاحب الفكرٌ الوقاد، والعقل النقّاد شخص سبق من كان قبله وسيتعب من يأتي بعده إنه المؤرخ الكبير الأستاذ عبد الخالق بن عبد الجليل الجنبي، الذي ترك في النفوس صدعاً وفي كتابة التاريخ فجوة ليس من السهل رتقها.“
وتحدث الدكتور مرعي الشخص عن أخلاق الراحل وخصاله الحميدة، ووصفه بأنه ”كان متعدد المواهب، وواحدة من الأمور التي يتقنها رحمه الله، المعرفة المتقدمة في أمور الحاسوب وبرامج الكمبيوتر“.
وقال الدكتور مرعي الشخص: ”نجتمع هذا اليوم في ذكرى أربعين انتقال الروح الطاهرة للأستاذ عبد الخالق الجنبي، والتي لا أشك أنها مسرورة بما صنعت وهي اليوم مسرورة بما نصنع من اجتماع من مختلف المناطق على الحب والوفاء.“
ورثى الشاعر شفيق عبادي، الراحل في قصيدة مؤثرة، ووصف إبداعه الشعري بأنه ”نارُ القصيدةِ أورقتْ نبوءاتُها فاشتاطَ قنديلُها حُزْنا“.
واستذكر الصحافي حبيب محمود ذكرياته مع الراحل، ووصف مشروعه الثقافي بأنه ”كان فتحاً“.
وقال راثيا راثياً ”لم تنفجر هنا يا عبدالخالق..! ألم تنتبه إلى أن موتك كان زلزالاً..؟ وأن مشروعك كان فتحاً..؟ وأن“ رشالا ”كانت تحية..؟ وأن رثاءك أكثر ضآلةٍ من تلك الشرنقة..؟“.
في ختام الحفل، ألقى الشيخ حسن الجنبي كلمة نيابة عن العائلة، شكر فيها اللجنة القائمة على الحفل والحضور على تفاعلهم ومشاعرهم الصادقة.