الشاعران علي الشيخ وياسر آل غريب يختتمان ”رحلة الماء“ في العراق

اختتم الشاعران علي الشيخ وياسر آل غريب رحلتهما الثقافية للعراق والتي أطلقا عليا اسم ”رحلة الماء“ بلقاء أدبي على ضفاف نهر بالفرات بالكوفة بعد تكريمهما في مسابقة الجود العالمية للشعر العمودي.
وانطلق الشاعران في رحلتهما الثقافية بعد أن حققا مركزين متقدمين مع الشاعر أحمد الماجد في مسابقة الجود العالمية بكربلاء, حيث قام بتكريمهما أحمد الصافي أمين العتبة العباسية، وبلغ عدد النصوص المقدمة لها 142 قصيدة.
وتنوعت رحلتهما في كربلاء، حيث زارا معرض الكتاب الدائم التابع للعتبتين الحسينيىة والعباسية، وتزودا بأحدث الإصدارات التي تهتم بدراسات الشعر الحسيني، كما تم الالتقاء بالأستاذ عقيل الياسري رئيس قسم الشؤون الثقافية بالعتبة العباسية والتحدث معه عن الفعاليات المختلفة التي تقام كمسابقة الجود ومهرجان المسرح الحسيني الذي يقام سنويا.
وتم استقبال الصحفي محمود المسعودي محرر مجلة الروضة الحسينية في مقر سكن الشعراء المشاركين، حيث أجرى لقاء مع الشاعر ياسر آل غريب الحاصل على المركز الثاني، وتم التطرق إلى مسابقة الجود والحراك الثقافي في منطقة القطيف الذي نما الشاعر وانطلق منه.
وكرم الشاعر علي الشيخ في زاويةٍ أخرى ممثلاً منتدى الكوثر بالقطيف الشاعر العراقي وسام البصري الفائز بالمركز الأول في مسابقة رئة الوحي قسم الشعر الشعبي التي تقام احتفاء بشخصية النبي محمد ﷺ.
وزار الشاعران العتبة العلوية الشريفة في النجف الأشرف، والتقيا بمسؤول العلاقات العامة بها، ودار الحديث عن سبل التعاون مع شعراء الخليج بالمهرجانات التي تقام في المناسبات المختلفة، وقدم لهما بعد ذلك أقراصا إلكترونية لمهرجان الغدير السنوي الذي يحظى بأصداء أدبية واسعة.
والتقيا خلال رحلتهما بالشيخ رمضان عبدالله من الولايات المتحدة الأمريكية، وهو أحد طلبة العلوم الدينية بحوزة النجف، وتم التحدث معه عن طبيعة الدراسية التي اعتبرها نقطة التحول في حياته.
وزارا أيضاً مكتبة السيد الحكيم العامة المعلم الثقافي البارز في النجف وحظيا في باستقبالٍ بالغ الحفاوة، وتعرفا على مناشطها وتجولا في أرجائها ولفت انتباهمما قسم الشعر الذي يضم العديد من الدواوين النادرة والمخطوطة، وقام الشاعران بإهداء المكتبة مجموعة من دواوينهما، ”أتنفس الألوان، معي رقصة تشبهك“ وكتاب ”عند سدرة المنتهى“.
وقاما الشاعران بزيارة مسائية لمسجد الكوفة وهي الحاضن التاريخي للحضارة الإسلامية، كما قاما بزيارةٍ للعديد من الأماكن التراثية والأدبية.
واختتم آل غريب والشيخ رحلتهما الثقافية بإقامة مسامرة شعرية على ضفاف نهر الفرات بالكوفة التي جمعت أبرز شعرائها الشباب: نذير المظفر ومهدي النهيري وإسماعيل الحسيني.
واستمر اللقاء لمدة ثلاث ساعات سكب خلالها الشعراء أنخاب قصائدهم التي تراقص معها ماء الفرات، وكانت مفعمة بالسجالات الأدبية والفكرية، كما أبدى الشعراء انطباعهم وآراءهم حول مسابقة الجود بنسختها الخامسة، وتحدثوا جميعا بمدارسهم الأدبية المختلفة عن ملامح القصيدة العربية الحديثة، ورؤاها.
وقال الشاعر علي الشيخ ل ”جهينة الإخبارية“ عن هذه الرحلة: رحلة ربانية امتدت إلى أقاصي الروح ومسحت عليها يد المعصوم لتحلق في سماوات الأبد وتعانق الغيب ببياض المشاعر وعبق الجنان، أن تكون في كربلاء ذاك يعني أن تختصر العالم في دمعة.
وأضاف الشيخ: شعور لا يمكن وصفه ببضع كلمات ولا إيجازه بالزهيد من الحروف الخجلى أمام عظمة الملكوت، إن مسابقة الجود والمثول أمام أبي الفضل وفي ضيافته يشعرك أنك اختصرت الزمن كله واستوعبت الأمكنة في كفيك، كانت اللحظات مهيبة تستشرف العوالم بعين البصيرة.
وأكمل: إن ما يضيف لهذه الرحلة من نكهة فريدة هو لقاؤنا بالشعراء العراقيين وغيرهم والتعرف على التجارب الأخرى، والحراك الشعري والأدبي في يمتزجان بين هذه الأقطار الإسلامية.
وتابع الشاعر: أن تمثل القطيف في مسابقة تعد الأهم والأفضل في قلوب الموالين وعند شعراء الولاء هو شيءٌ يحملك المسؤولية والإكبار معاً.
جديرٌ بالذكر أن ”جهينة الأخبارية“ تابعت رحلة الشاعرين منذ لحظة فوزهما والشاعر أحمد الماجد بمراكز متقدمة في مسابقة الجود العالمية للشعر العمودي، حيث حقق الشاعر ياسر الغريب المركز الثاني في المسابقة، ونال الشاعر أحمد الماجد المركز الثامن، فيما ظعر الشاعر علي الشيخ بالمركز التاسع.