آخر تحديث: 19 / 6 / 2025م - 11:32 م

كيف تفرق بين القلق الطبيعي والاضطراب المرضي؟ أخصائي نفسي يجيب

جهات الإخبارية

أكد الأخصائي النفسي عبدالرحمن بن هزاع، أن هناك فرقًا جوهريًا بين القلق الطبيعي الذي يعد استجابة فطرية ومؤقتة، وبين اضطراب القلق المزمن الذي يؤثر سلبًا على حياة الإنسان اليومية ويتطلب تدخلًا علاجيًا.

وأوضح بن هزاع أن القلق في صورته الطبيعية يعمل كمحفز فطري يدفع الفرد لاتخاذ رد فعل مناسب تجاه خطر أو موقف معين، بينما يتمثل اضطراب القلق المزمن في شعور دائم وغير مبرر بعدم الأمان والانزعاج.

وأشار إلى أن هذا الاضطراب لا يرتبط بحدث معين، بل يتحول إلى نمط حياة غير صحي يصاحبه سلوكيات مثل التوتر المستمر، والحذر المفرط، وفرط الانتباه.

وبيّن الأخصائي النفسي أن هذا الاضطراب لا يقتصر على فئة عمرية محددة، وقد يبدأ لدى أي شخص نتيجة موقف معين ثم يستمر لفترات طويلة.

وأرجع استمراريته إلى ما يعرف بـ ”المخطوطة الذهنية“، وهي آلية تجعل العقل يعيد إنتاج مشاعر القلق وتضخيمها بصورة متكررة حتى تصبح جزءًا من روتين التفكير اليومي.

وشرح بن هزاع أن أعراض القلق المرضي تظهر على أربعة أصعدة مختلفة، فعلى الصعيد العقلي، يعاني المصاب من تشتت الانتباه وضعف التركيز والنسيان. أما جسديًا، فتظهر الأعراض في صورة توتر عضلي، وصداع، واضطرابات في القولون العصبي، والتعرق المستمر.

وأضاف أن التأثير يمتد ليشمل الجانب الوجداني، حيث يشعر المصاب بخوف دائم وإحباط مزمن. وتترجم كل هذه الأعراض داخليًا إلى سلوكيات خارجية واضحة، مثل الميل إلى العزلة، وتجنب العلاقات الاجتماعية، وضعف القدرة على التفاعل مع المحيط الخارجي.

وشدد على أهمية التفرقة بين الحالتين، مؤكدًا أن القلق حينما يصل إلى مرحلة الاضطراب المرضي فإنه يستدعي بالضرورة اللجوء إلى تدخل نفسي متخصص، وذلك لتجنب تأثيره المدمر على جودة حياة الفرد وعلاقاته الاجتماعية والمهنية.