البروفيسور جعفر آل توفيق.. معمار الطب السعودي وبوصلة الابتكار العالمي
تزدحم الأسماء، وتتشابه الأصوات، على مستوى الوطن والعالم، ويبقى للتفرّد نكهة لا يخطئها الذوق، وللإنجاز لونٌ لا يشبهه سواه.
ومن هنا، يُشرق اسم البروفيسور جعفر علي آل توفيق، لا كعالم طبٍّ بارز فحسب، بل كمُلهمٍ وطنيٍّ يُجيد الإنصات لنبض الإنسان، ويُتقن فنّ صناعة الأثر.
وفي هذا الشهر المضيء، تألق البروفيسور آل توفيق بمنجزين علميين رفيعين أضافا إلى رصيده المتألّق هالةً من المجد المعرفي:
• أولهما، جائزة ”المبتكر المثالي“ من رئيس مجلس إدارة مركز جونز هوبكنز أرامكو للرعاية الصحية، وهي جائزة مرموقة تُمنح لأصحاب الإبداع المتجدد، والرؤية غير التقليدية، والقيادة البحثية الملهمة.
• وثانيهما، جائزة التطعيم السعودية الدولية التي تسلمها خلال المنتدى السعودي الدولي السابع للتطعيم، وذلك تقديرًا لأبحاثه الجوهرية في مجال أمان الحجاج، وأثر التطعيم خلال جائحة كوفيد -19.
هاتان الجائزتان، وفي ظرف زمني وجيز، تؤكدان بما لا يدع مجالاً للشك، أن إبداع البروفيسور جعفر آل توفيق ليس نتاج صدفة، ولا لحظة طارئة، بل تراكم مسيرةٍ متقدة بالعطاء، مشبعة بروح التجديد، مؤسسة على رؤية علمية عميقة.
ف ”المبتكر المثالي“ لم يكن لقبه الأول، ولن يكون الأخير؛ لأن هذا الرجل لا يصعد المنابر بالكلمات، بل يعتليها بأثره العلمي.
هو ممن يبنون مجدهم في المختبرات، ويوقّعون إنجازاتهم بإبر التطعيم، ومناهج الوقاية، ومجلّدات البحث الرصين.
لقد حوّل الأمراض المعدية من مصدر رعب إلى ميدان تميز.
جعل التجمعات البشرية ساحات للوقاية لا التهوّر.
وحوّل الوباء من كارثة إلى فرصة بحثية… من مثله يُتوَّج؟ ومن مثل أعماله تُدرّس؟
ويغدو هذا المجد أعمق أثرًا حين نعلم أن هذا العالِم ابن القطيف، ومن بلدة القديح تحديدًا، تلك التي يتقاطع فيها التاريخ مع الأمل، وحيث يولد الفكر من الأرض مثلما تولد الجذور العميقة.
فكل إنجاز له، هو إنجاز لها. وكل تكريم يبلغه، ترتفع به سمعة وطنه، ويزهو به مجتمعه.
البروفيسور جعفر آل توفيق لم يعد طبيبًا فقط، بل ذاكرة وطنية ناطقة، تسرد في كل محطة من محطات سيرته، قصة وطنٍ ينهض بعقول أبنائه، ويتباهى بثمارهم الناضجة.
هذه الجوائز، وهذه المحطات، تقول لنا:
نحن في زمنٍ بات فيه السعوديون لا يواكبون العالم فحسب، بل يقودونه بجرأة العقل، وصفاء النية، ووضوح الرؤية.
جعفر آل توفيق ليس انعكاسًا لمؤسسات فقط، بل هو ثمرة نبوغٍ ذاتي صادق، جعل من كل تجربة بحثية مشروعًا إنسانيًا حيًا.
لقد كتب اسمه في دفتر الطب الحديث، لكنه نحت في ذاكرة الوطن اسمًا لا يُمحى.
هو من أولئك الذين لا يحتاجون للأضواء، لأنهم في الأصل النور.
فله من الوطن تحية،
ومن القلوب محبة،
ومن العقول احترام،
ومن كل الطامحين… قدوة.