حليمة درويش تدير جلسة ”المنبوذ“.. والوصالي والمطرود يناقشان السينما والأدب
سلّطت جمعية السينما الضوء على ثيمة العزلة في السينما، وذلك من خلال مناقشة فيلم المنبوذ ”Cast Away“ مساء الثلاثاء، ضمن ثالث حلقات برنامجها الثقافي ”رواية وفيلم“، الذي أقيم بمقر الجمعية في مدينة الخبر تحت عنوان: ”المنبوذ: كيف تعيدك العزلة إلى إنسانيتك؟“.
واستعرضت الجلسة، التي أدارتها الإعلامية والكاتبة حليمة بن درويش، أبعاد العزلة بوصفها تجربة إنسانية معقدة تُعيد تشكيل الوعي الذاتي، وتكشف عن البعد الفلسفي للنجاة والبقاء.
وشهدت الجلسة مداخلات نقدية من المخرج عبدالله المطرود، الذي ركز على اللغة البصرية للفيلم، وأساليب المعالجة السينمائية التي عكست التحولات النفسية لبطل العمل، في ظل غياب الحوار تقريبًا، وحضور مكثف للصمت والمونتاج والإضاءة.
وتناول الروائي عبدالله الوصالي تمثلات العزلة في النصوص الأدبية، مؤكدًا أن تجربة الانفصال القسري عن المجتمع تعد من أكثر الثيمات حضورًا في الرواية، حيث تُستخدم غالبًا لتفكيك الذات وإعادة بنائها سرديًا، كما هو الحال في أدب المنفى أو أدب العزلة الذاتية.
وأشاد عدد من الحاضرين بالنقاش النوعي الذي دار خلال الفعالية، والذي قارن بين أدوات السرد المكتوب والسينمائي، ودور كل من الكلمة والكاميرا في تجسيد الشعور الإنساني بالغربة والانعزال، مشيرين إلى أن فيلم المنبوذ الذي كتبه ويليام برويلز جونيور وأخرجه روبرت زيميكس قدم مقاربة بصرية رفيعة للاغتراب الذاتي والحنين للحضارة.
ويأتي برنامج ”رواية وفيلم“ ضمن سلسلة من الفعاليات التي تنظمها جمعية السينما لتعزيز التفاعل بين الفنون السردية والبصرية، وسبق أن ناقش في جلساته الماضية فيلم العراب المستند إلى رواية ماريو بوزو، وفيلم غاتسبي العظيم المستوحى من رواية سكوت فيتزجيرالد.
