ماذا يفعل أطفالك في الإجازة؟ خطر يهدد قدراتهم الذهنية ينتظر من يجهله

أكدت الأخصائية الاجتماعية هيا الفقيه أن تركيز الأطفال يتأثر بشكل كبير بعدة عوامل بيئية ونفسية واجتماعية، مشيرة إلى أن الاستخدام المفرط وغير المنظم للأجهزة الإلكترونية، إلى جانب الضوضاء المحيطة والمعاملة الأسرية، يمثل أبرز هذه العوامل.
وشددت الفقيه على أهمية التعامل مع القدرات الذهنية للطفل بطريقة تتناسب مع إمكاناته دون تحميله ما يفوق طاقته.
وأوضحت الفقيه أن العديد من الأسر تتجه إلى منح الأجهزة الذكية لأطفالها كشكل من أشكال المكافأة، إلا أن هذا السلوك قد يؤدي إلى نتائج عكسية جسيمة على مستويات التركيز ونمو القدرات الذهنية.
وبينت أن الطفل، حتى وإن امتلك مهارات عقلية قوية، فإن استهلاك هذه المهارات بشكل مفرط في وقت قصير أو في أنشطة غير جادة قد ينهك قدراته العقلية ويؤثر سلبًا على أدائه العام بشكل ملحوظ.
وشبهت الفقيه الطفل بلاعب كرة قدم يحتاج إلى تدريب مستمر حتى خارج أوقات المنافسة الفعلية، في إشارة إلى فترة الدراسة.
وأكدت أن فترات الإجازات لا ينبغي أن تعني تعطيلًا كاملًا للقدرات العقلية للطفل، بل يجب أن تتضمن هذه الفترات أنشطة ذهنية وتدريبات متنوعة تهدف إلى الحفاظ على مستوى التركيز وتقوية الذاكرة، مما يسهم في تنمية شاملة للطفل.
وأضافت أن بعض الأهالي يميلون خلال الإجازات إلى التركيز على الأنشطة البدنية فقط، مثل الألعاب الرياضية والسباحة، دون تخصيص وقت كافٍ لتحفيز العقل.
وأكدت أن هذا يمثل خللًا في التوازن، مشددة على أن الطفل بحاجة إلى جدول يومي متوازن يشمل حقوقًا للعقل والجسم معًا، لضمان نمو متكامل وصحي.
واختتمت الأخصائية الاجتماعية حديثها بالتأكيد على أن تعزيز التركيز والقدرات الذهنية لدى الطفل هو مسؤولية جماعية تقع على عاتق الأسرة بأكملها.
وأوضحت أن هذا يتطلب وعيًا وتخطيطًا مستمرين من قبل الوالدين، ليس فقط خلال فترة الدراسة، بل على مدار العام بأكمله، لضمان تحقيق أقصى استفادة من قدرات الطفل وتنميتها بشكل فعال.