دراسة تنسف خرافة شائعة.. ”الميتفورمين“ لا يضر الكلى وقد يحميها من الفشل
كشفت دراسة علمية حديثة أن دواء ”الميتفورمين“، المستخدم على نطاق واسع لعلاج مرضى السكري من النوع الثاني، لا يسبب ضرراً للكلى فحسب، بل قد يوفر لها حماية كبيرة ويقلل من خطر الوصول إلى الفشل الكلوي بنسبة تصل إلى 45%، وهو ما يتحدى انطباعاً خاطئاً سائداً لدى الكثيرين.
وتأتي هذه النتائج، التي نشرتها مجلة ”Journal of Clinical Endocrinology & Metabolism“ الأمريكية مؤخرا، لتدعم تحذيرات أطلقها استشاري أمراض الكلى وأستاذ الطب، الدكتور سعد الشهيب، حول وجود ”انطباع خاطئ“ لدى مرضى وحتى بعض الأطباء، يؤدي إلى حرمان أعداد كبيرة من المرضى من هذا الدواء الحيوي دون مبرر طبي دقيق.
وأظهرت الدراسة، التي أجريت في تايوان على مدى 10 سنوات وشملت مجموعتين تضم كل منهما 13 ألف مريض، أن مستخدمي ”الميتفورمين“ كانوا أقل عرضة بشكل ملحوظ لتدهور وظائف الكلى مقارنة بغير المستخدمين.
وبحسب النتائج، انخفض خطر مضاعفة مستويات الكرياتينين لديهم بنسبة 29%، وانخفض خطر الوصول إلى مرحلة الفشل الكلوي بنسبة 45%.
وفي تعليقه على هذه التطورات، أكد الدكتور الشهيب أنه لا يزال يشاهد مرضى يُحرمون من استخدام ”الميتفورمين“، مما يؤدي إلى ارتفاع كبير في مستويات السكر لديهم، موضحاً أن الدواء لا يمنع استخدامه إلا في حالات متقدمة جداً، وتحديداً حينما ينخفض معدل الترشيح الكلوي إلى أقل من 30 مل/دقيقة.
وأشار الشهيب إلى إشكالية أخرى تتمثل في أن بعض الأطباء يحملون الدواء مسؤولية تدهور حالة الكلى لدى المريض، وهو أمر غير دقيق علمياً ويدفع المرضى أحياناً إلى لوم أطباء السكري المشرفين على علاجهم.
وتدعم هذه الدراسة الحديثة توجهاً متزايداً في الأوساط الطبية نحو إعادة تقييم فوائد ”الميتفورمين“، ليس فقط كمنظم فعال لمستوى السكر في الدم، بل أيضاً كعامل قد يوفر حماية كلوية مهمة، في انتظار دراسات أوسع وأطول أمداً لتأكيد هذه الفوائد بشكل قاطع.
