صيام الماء 5 أيام يخفض الوزن ويحسن المزاج.. لكنه يضر العضلات

كشفت دراسة علمية حديثة أن صيام الماء لمدة خمسة أيام متواصلة يُحدث تغييرات فسيولوجية ونفسية عميقة ومتباينة، تتراوح بين فوائد ملحوظة في مؤشرات الأيض وتحسن المزاج، ومخاطر تتمثل في خسارة الكتلة العضلية وارتفاع غير متوقع في مؤشرات الالتهاب بالجسم.
وأوضحت الدراسة، التي أجراها باحثون في ليتوانيا ونُشرت نتائجها في مجلة ”PLOS ONE“ العلمية، أنها تابعت 42 امرأة سليمة تتراوح أعمارهن بين 40 و 60 عاماً خضعن لنظام صيام ماء كامل تحت إشراف طبي دقيق، تضمن الامتناع التام عن الطعام مع ممارسة أنشطة بدنية منتظمة.
وأظهرت النتائج أن أبرز التأثيرات الإيجابية تمثلت في فقدان ملحوظ في متوسط الوزن بلغ 4,25 كيلوجرام، وانخفاض في محيط الخصر بمعدل 6,6 سم. كما لوحظ تحول كبير في آلية طاقة الجسم، حيث انخفضت مستويات الجلوكوز والأنسولين، بينما ارتفعت أجسام الكيتون بنحو خمسة أضعاف، وهو ما يعكس اعتماد الجسم على حرق الدهون.
في المقابل، أثارت الدراسة مخاوف جدية، حيث بيّنت أن خسارة الوزن لم تكن متوازنة، فقد كانت نسبة فقدان الكتلة العضلية الهزيلة ”5,4%“ أعلى من نسبة فقدان كتلة الدهون ”3,7%“.
وسجل الباحثون أيضاً ارتفاعاً مفاجئاً ومقلقاً في مؤشرات الالتهاب، حيث زاد مستوى ”الإنترلوكين 6“ بنسبة 52%، و”عامل نخر الورم ألفا“ بنسبة 25%، مما يطرح تساؤلات حول تأثير الصيام المطول على جهاز المناعة.
وعلى الصعيد النفسي، أفادت المشاركات بتحسن عام في المزاج وزيادة في النشاط وانخفاض في مستويات التوتر. ووجد الباحثون رابطاً مثيراً للاهتمام، حيث ارتبط فقدان الدهون إيجابياً بارتفاع الذكاء العاطفي، بينما ارتبط فقدان الكتلة العضلية بسمات نفسية سلبية مثل العصبية والتوتر.
وخلص الباحثون إلى أن صيام الماء المطول يحمل تأثيرات معقدة، ودعوا إلى ضرورة توخي الحذر الشديد عند اتباعه، خاصةً بالنسبة للأشخاص المعرضين لخطر فقدان الكتلة العضلية أو الذين يعانون من حالات صحية كامنة.
كما أوصوا بأهمية أخذ العوامل النفسية والهرمونية بعين الاعتبار عند تصميم أي برامج صيام لتجنب آثاره الجانبية غير المرغوبة.