العزلة المهنية.. خطر خفي على الصحة النفسية يهدد بيئة العمل عن بعد

حذر مدرب بناء الشخصية والأسرة، جبران الفيفي، من تزايد ظاهرة ”العزلة المهنية“ كأحد الآثار الجانبية التي شاعت بعد جائحة كورونا، مشيرًا إلى أن ميل العديد من الموظفين والطلاب إلى العمل أو الدراسة بمعزل عن التفاعل الاجتماعي المباشر قد يؤدي إلى تآكل المهارات التواصلية والمناعة النفسية.
وأوضح الفيفي أن هذه العزلة تحدث عندما تقتصر علاقات الفرد الاجتماعية بشكل كامل على نطاق العمل أو الدراسة، دون وجود أنشطة أو تفاعلات حقيقية خارج هذا الإطار.
وبين أن استمرار هذا النمط، خاصة في ظل بيئة العمل عن بعد، يضعف تدريجيًا القدرة على الحوار والنقاش، ويقلل من فرص تكوين الصداقات، وقد يفقد الفرد مع الوقت قدرته على الانخراط في الحياة الاجتماعية الطبيعية.
ولفت إلى وجود فارق بين العزلة السلبية، والعزلة التي يختارها بعض الأفراد طواعية، كأصحاب الشخصيات الانطوائية أو الذين يفضلون الفصل التام بين حياتهم المهنية والشخصية.
وأشار إلى أن هذا الخيار قد لا يكون ضارًا إذا كان قرارًا واعيًا لا يؤثر على التوازن النفسي والاجتماعي العام للفرد.
وشدد الفيفي في ختام حديثه على ضرورة السعي لتحقيق توازن صحي بين متطلبات الحياة المهنية والاجتماعية، مؤكدًا على أهمية تعويض العزلة التي قد يفرضها العمل عبر الانخراط في أنشطة اجتماعية وممارسات تواصلية متنوعة، وذلك للحفاظ على الصحة النفسية والمهارات الشخصية اللازمة للتفاعل مع الآخرين داخل بيئة العمل وخارجها.