كيف تُسعف غريقًا بدقائق عبر الهاتف؟.. استشاري يوضح السيناريو الكامل

أكد استشاري طب الطوارئ لكبار السن، الدكتور حسن الشريف، أن الدقائق القليلة الأولى التي تلي حوادث الغرق تعد فارقة وحاسمة، مشيرًا إلى أن الخطوات الإسعافية الفورية التي يمكن تطبيقها قبل وصول الفرق الطبية قادرة على إنقاذ الأرواح ومنع حدوث تلف دائم في الدماغ.
وسلط الشريف الضوء على الدور المحوري الذي يلعبه مرحّلو البلاغات في مراكز الطوارئ ”997 أو 911“، مستشهدًا بما نقله له رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي، الدكتور جلال العويسي.
وأوضح أن هؤلاء الموظفين يتمتعون بتدريب واحترافية عالية تمكنهم من إرشاد المتصلين بخطوات دقيقة وواضحة لتنفيذ الإسعافات الأولية، وتحويلهم إلى مسعفين ميدانيين حتى وصول الفرق المختصة.
واستشهد بحادثة واقعية شهيرة، تمكن فيها أب غير مدرب من إنقاذ حياة طفله الغريق باتباعه الصارم لتعليمات المرحّل الطبي عبر الهاتف.
فبمجرد طلب الدعم، بدأ الموظف في توجيه الأب لتقييم حالة الطفل من حيث الوعي والتنفس، ثم أرشده إلى الإجراءات الدقيقة التي ساهمت في عودة النبض والتنفس للطفل، وذلك كله قبل وصول سيارة الإسعاف التي استكملت التدخل الطبي.
وبيّن الشريف أن هذا التدخل الفوري يكتسب أهميته القصوى بالنظر إلى أن الوقت الحرج لإنقاذ الغريق يتراوح غالبًا بين أربع إلى ست دقائق فقط.
وشدد على أنه إذا انقضت هذه المدة دون بدء الإسعافات الأولية، فإن احتمالية الوفاة أو تلف الدماغ تصبح شبه حتمية، خاصة وأن متوسط زمن الاستجابة العالمي لفرق الإسعاف يقدر بنحو ثماني دقائق.
وأكد على أن استجابة المتصل وتعاونه وتغلبه على حالة الخوف والهلع، تُعد العنصر الأهم لنجاح عملية الإنقاذ الموجهة عبر الهاتف.
وأفاد بأن رفض التعاون أو الاستسلام للذعر كان من الممكن أن يؤدي إلى وفاة الطفل في الحادثة المذكورة، مما يبرز أهمية الثقة في توجيهات المسعفين عبر الهاتف.