استشاري تغذية يحذر من ”هوس“ المكملات.. تأثيرها خطير على هرمونات الأطفال

حذر استشاري التغذية السريرية، الدكتور عبدالعزيز العثمان، من المخاطر المتزايدة المرتبطة بالانتشار الواسع لتناول المكملات الغذائية والأعشاب من قبل عامة الناس دون استشارة طبية مؤهلة أو وعي علمي كافٍ.
وشدد الدكتور العثمان على أن هذا السلوك، الذي وصفه بالاندفاع غير المبرر الذي يصل أحياناً إلى حد ”الهوس“، قد يؤدي إلى اضطرابات صحية خطيرة، خصوصاً بين فئة الأطفال، مثل حدوث اختلالات هرمونية، محملاً جزءاً من المسؤولية للإعلانات المضللة وممارسات تسويقية غير دقيقة.
وأعرب استشاري التغذية عن أسفه لما وصفه بـ ”الأمر المؤلم“ المتمثل أحياناً في مشاركة بعض الممارسين الصحيين والأطباء في الترويج لمكملات لم تثبت فعاليتها بشكل علمي أو طبي قاطع.
وكشف عن نموذج وصفه بالمقلق لشركات أجنبية، أشار إلى أن إحداها تتخذ من ماليزيا مقراً لها، تقوم بتدريب أشخاص على التسويق الإلكتروني المجاني ثم تشغيلهم كموزعين لمنتجاتها من المكملات مقابل عمولات، دون أن يمتلك هؤلاء الموزعون أي خلفية علمية أو طبية ضرورية لفهم طبيعة هذه المنتجات وآثارها الجانبية المحتملة.
ونبه الدكتور العثمان إلى أن هؤلاء المسوقين يوزعون هذه المواد دون إدراك كامل لخطورتها، موضحاً أن الكثير من المكملات المتداولة في الأسواق ليست طبيعية كما يتم الترويج لها، بل هي منتجات صناعية قد تحتوي على مكونات غير مناسبة للحالة الصحية للشخص، أو قد تتفاعل بشكل سلبي مع الأدوية التي يتناولها، أو حتى تتعارض مع نظامه الغذائي اليومي.
وانتقد الدكتور العثمان ممارسات بعض الصيادلة الذين قد يقدمون نصائح عامة حول المكملات دون دراية كافية بالتاريخ الصحي للمريض أو تفاعلات الأدوية، معتبراً ذلك نوعاً من ”الإفتاء بغير علم“ في مجال يتطلب تخصصاً دقيقاً.
وتحدث عن مشاهداته المباشرة لحالات أطفال تعرضوا لأضرار صحية، منها اضطرابات هرمونية، بسبب تناول مكملات تجارية يُروج لها على أنها تزيد الطول، مؤكداً أن هذه المنتجات لا تحقق هذا الهدف وقد تؤثر سلباً على نمو الطفل وتوازنه الهرموني.
وشدد استشاري التغذية السريرية على أن إتاحة شراء المكملات الغذائية دون الحاجة لوصفة طبية لا يعني إطلاقاً أنها آمنة أو مناسبة للجميع.
وأكد أن تحديد مدى ملاءمة أي مكمل يتطلب استشارة مختص يقوم بتقييم شامل للحالة الصحية، والأدوية المستخدمة، ونمط الحياة، والنظام الغذائي للشخص.
وحث أولياء الأمور على اليقظة والحذر من المسوقين والإعلانات البراقة غير المستندة إلى دليل علمي، والالتزام الصارم بما يصفه الطبيب فقط، مذكراً بأن المكملات التي لا يحتاجها الجسم قد تتحول إلى مصدر للأذى بدلاً من أن تكون علاجاً.