متى يعتبر تقوس الساقين لدى الأطفال مشكلة؟
يعد فهم التطور الفسيولوجي الطبيعي للأطراف السفلية ضروريا للتمييز بين التشوهات الفسيولوجية عن التشوهات المرضية.
تقوس الساقين هو حالة تنحني فيها الساقين إلى الخارج بحيث لا تلمس الركبتان بعضهما البعض عند الوقوف.
تقوس الساقين «التواء عظمة الظنبوب» عبارة عن انحناء الجزء السفلي من الساقين «عظمة الساق» إلى الداخل، وتمثل هذه الحالة قلقا لدى الكثير من الأباء والأمهات، خوفا من زيادة درجة الانحناء هذه.
تقوس الساق الفسيولوجي هو حالة التواء شائعة الحدوث بين الأطفال، نتيجة لوضعية الجنين في الرحم، ولكن مع نموّهم وتطورهم وبدء المشي، من المفترض أن تستقيم أرجلهم بشكل طبيعي. قد يكون يشير استمرار التقوس بعد عمر السنتين إلى مشكلة صحية.
إن تقوس الساقين لدى الأطفال حالة شائعة، وتُعتبر حالة فسيولوجية في كثير من الأحيان إذ يُعزى سبب حدوثها إلى وضع الساقين المتقاطعتين الذي كان عليه الطفل في الرحم، ويكون التقوس موجودا منذ الولادة في كلا الساقين، ولكنه لا يجذب انتباه الأبوين إلا عند مشي الطفل في كثير من الأحيان.
غالبًا تقوسات الساقين تكون موجودة في السنة الأولى من عمر الطفل، يولد بعض الأطفال بهذه التقوسات. قد يحدث هذا مع نمو الطفل وضيق المساحة داخل رحم أمه، مما يؤدي إلى انحناء عظام الساقين قليلاً.
يُعتبر تقوس الساقين جزءًا طبيعيًا من نمو الرضع والأطفال الصغار. عند الأطفال الصغار، لا يُسبب تقوس الساقين ألمًا أو إزعاجًا، ولا يعيق قدرة الطفل على المشي أو الجري أو اللعب.
يُعتبر هذا التقوس طبيعي، إذ تعود الساقان إلى وضع الاعتدال بشكل تلقائي، حيث في معظم الحالات، تستقيم أرجل الأطفال مع نموهم وتطورهم. ويمكن ملاحظة ذلك بشكل بارز خلال السنة الأولى من عمر الطفل، والذي يكتمل في سن السنة الثانية إلى الثانية والنصف من العمر حيث تكون ساقا الطفل مستقيمة، ولهذا فإن هذه الحالة لا تحتاج أي علاج.
عادةً ما يتخلص الأطفال من تقوس الساقين بعد مرور فترة تتراوح بين 18 و 24 شهرًا. في حالات نادرة، قد يكون تقوس الساقين علامة على اضطراب في النمو.
هناك أسباب أخرى لتقوس الساقين غير فسيولوجية منها:
- خلل تنسج العظام Skeletal dysplasia «أحد العيوب الخلقية للجهاز العظمي».
- اضطرابات نمو عظم الظُنبوب tibia «أحد عظمي الساق»
- نقص فيتامين د في غذاء الطفل، والذي يؤدي إلى حدوث الكساح، ولذا يُنصح بإعطاء الطفل الذي يعتمد على الرضاعة الطبعية فيتامين د 3 منعا لحدوث الكساح.
وللتفريق بين تقوس الساقين المرضي أو الفسيولوجي، فإن على الأبوين عرض الطفل على طبيب الأطفال المختص. لاستبعاد الأسباب المرضية من خلال الكشف السريري.
قد يشتبه الطبيب في وجود سبب مرضي في حالة تقوس الساقين إذا وُجد واحد أو أكثر من الأعراض التالية:
- تقوس الساقين الذي يستمر في التفاقم بعد سن الثانية من العمر
- وجود انحناء غير متماثل أحادي الجانب
- حدوث عرج عند المشي
- وجود ألم في الركبة أو الورك
- وجود قصر القامة «أقل من 5%»
- وجود السمنة
إذا كان طفلك يعاني من أي من هذه الأعراض، فينبغي رؤية الطفل من قبل طبيب الأطفال.
عادةً ما يكون تقوس الساقين واضحًا عند وقوف الطفل وساقاه مستقيمتان وأصابع قدميه متجهة للأمام.
يستطيع طبيب طفلك تحديد شدة تقوس الساقين من خلال فحص وضع ساقي طفلك وركبتيه وكاحليه، وقياس المسافة بينهما. كما تساعد مراقبة طفلك أثناء مشيته على تقييم درجة الانحناء.
لا يحتاج معظم الأطفال المصابين بتقوس الساقين إلى تصوير بالأشعة السينية. ومع ذلك، قد يطلب طبيب الأطفال أو العظام إجراء تصوير بالأشعة السينية إذا لاحظ علامات أو أعراضًا تشير إلى أن تقوس الساقين لدى طفلك قد يكون مرتبطًا باضطراب آخر. تشمل هذه العلامات استمرار تقوس الساقين سوءًا بعد سن الثانية، أو انحناء الساقين غير المتماثل، أو العرج عند المشي.
لا يحتاج معظم الأطفال المصابين بتقوس الساقين إلى علاج طبي. سيراقب طبيب طفلك طفلك مع مرور الوقت للتأكد من استقامة ساقيه تلقائيًا.
إذا كان سبب تقوس الساقين لدى الطفل حالة أخرى، مثل الكساح أو مرض بلونت، فسوف يقوم الطبيب بمعالجة تلك الحالة.
سيأخذ طبيب الأطفال عدة عوامل في الاعتبار لتحديد أفضل علاج لانحناء الساقين لدى طفلك:
- عمر طفلك وصحته العامة وتاريخه الطبي
- مدى الحالة
- سبب الحالة
- قدرة طفلك على تحمل الأدوية أو الإجراءات أو العلاجات المحددة
- احتمالية أن تؤثر تقوسات الساقين على حركة طفلك مستقبلا
- إذا لم تنمو ساقا طفلك بشكل أكثر استقامة من تلقاء
نفسها، أو إذا استمرت ساقا طفلك في أن تصبح أكثر انحناءً بعد سن الثانية من العمر، فقد يوصي الطبيب المختص باستخدام دعامة تصحيحية أو إجراء عملية جراحية، ويُستخدم الإجراء الجراحي فقط في الحالات الشديدة من تقوس الساقين.