”شبح الخوف“.. اخصائية نفسية تكشف آليات المواجهة والعلاج النفسي

تصوير: جاسم الأبيض - سنابس
نظم مركز سنا للإرشاد الأسري، التابع لجمعية البر الخيرية بسنابس، محاضرة حملت عنوان ”شبح الخوف“، قدمتها الاختصاصية النفسية أنوار الفتيل، مساء الثلاثاء وذلك في قاعة المحاضرات بمقر الجمعية، مستقطبةً 30 شخصاً من المهتمين بالشأن الثقافي والنفسي في المجتمع.
واستهل اللقاء بكلمة ترحيبية ألقاها عضو مركز سنا، حسين آل خيري، الذي قدم للحضور نبذة تعريفية موجزة عن الاختصاصية الفتيل، مستعرضاً أبرز محطاتها وإنجازاتها العلمية والعملية في مجال الصحة النفسية، ممهداً بذلك لانطلاق المحاضرة التي هدفت إلى رفع الوعي حول مفهوم الخوف وتأثيراته.
وعرّفت الفتيل الخوف بأنه شعور أو رد فعل عاطفي طبيعي ينتاب الإنسان عند استشعاره للخطر، مؤكدةً أنه جزء أساسي من استجابة البقاء الفطرية لديه.
وأوضحت أن هذا الإحساس، رغم كونه مزعجاً وغير مريح في غالب الأحيان، يعمل كنظام إنذار مبكر يخبرنا بخروجنا عن منطقة الأمان ويحذرنا من خطر محتمل، كما يزود الجسم بجرعة من الأدرينالين اللازمة للاستجابة السريعة.
ونوهت إلى أن معظم المخاطر التي تواجه الأفراد في العصر الحالي لا تشكل تهديداً مباشراً للحياة كما كانت في الماضي.
وتطرقت الاختصاصية النفسية إلى الأنواع المتعددة للخوف، مشيرة إلى أن منها ما يرتبط بمواقف محددة كالخوف من الظلام أو المرتفعات أو ركوب الطائرات أو الحيوانات، ومنها ما يتخذ شكل اضطرابات نفسية كاضطراب القلق الاجتماعي واضطراب الهلع واضطراب ما بعد الصدمة.
وأكدت أن عملية تشخيص الخوف وعلاجه تعتمد بشكل كبير على تقييم شامل للحالة يأخذ في الاعتبار عوامل متعددة، منها مستوى ذكاء المريض، وسماته الشخصية، ومدى تثقيفه النفسي بالمرض، ومستوى وعيه بحالته.
وفي سياق الحديث عن العلاج، استعرضت الفتيل بشكل مفصل عشرة أساليب علاجية يمكن للمعالجين النفسيين استخدامها لتبديد مشاعر الخوف.
وأبرزت أهمية العلاج المعرفي السلوكي الذي يرتكز على تعديل الأفكار اللاعقلانية الناجمة عن التشوهات المعرفية، والتي تنعكس بدورها على المشاعر وتؤثر في السلوك الذي قد يتحول إلى عادة مع التكرار.
وشددت أيضاً على أهمية فهم المشاعر والتعبير عنها بحرية من خلال الكتابة وغيرها، بالإضافة إلى تحديد نقاط القوة لدى الفرد واستثمارها لتعزيز قدرته على المواجهة.
وركزت المحاضِرة على مفهوم المرونة النفسية، مبينةً أنها تمثل الجهد الواعي الذي يبذله الشخص للتغلب على المشكلات والصعوبات الحالية أو المستقبلية، والقدرة على تعزيز القوى الشخصية في مواجهة هذه التحديات.
ولفتت إلى أن المرونة النفسية لا تعني القضاء التام على التوتر أو المشاكل، بل تمنح الأفراد القوة اللازمة للتعامل المباشر معها، وتجاوز الصعوبات، والمضي قدماً في مسيرة الحياة، مع تقليل الآثار السلبية للمواقف الضاغطة.
وأشارت الفتيل إلى فعالية تقنيات التنفس العميق والاسترخاء كأدوات بسيطة ومؤثرة لتهدئة العقل وتحسين الصحة العامة، موضحة أن الاسترخاء يُعد استراتيجية مصممة خصيصاً لتخفيف التوتر والشد العضلي والإجهاد النفسي.
واختتمت المحاضرة بتطبيق عملي لتمرين الاسترخاء والتنفس العميق بمشاركة الحضور، بالإضافة إلى فتح باب الأسئلة والاستفسارات والإجابة عليها.