آخر تحديث: 3 / 5 / 2025م - 8:35 م

الشيخ الصويلح يحذر: عزوف 66% من الشباب عن الزواج ينذر بخلل مجتمعي

جهات الإخبارية

حذر الشيخ محمد الصويلح من التداعيات الخطيرة لتفاقم مشكلة العزوف عن الزواج لدى الجنسين في السنوات الأخيرة، مؤكداً أن هذه الظاهرة باتت تُحدث خللاً كبيراً في بنية المجتمع وتكوينه.

وأوضح الشيخ الصويلح أن الابتعاد عن تكوين أسر جديدة والحد من الإنجاب سيؤدي حتماً إلى مشاكل مجتمعية لا تُحمد عقباها على المدى البعيد.

جاء ذلك خلال محاضرة ألقاها بمناسبة ذكرى ولادة السيدة فاطمة المعصومة في مجلس السيدة رقية بمحافظة القطيف.

واستشهد الشيخ الصويلح ببيانات حديثة، مشيراً إلى تقرير صادر عن الهيئة العامة للإحصاء في المملكة كشف عن وصول نسبة الأفراد الذين لم يسبق لهم الزواج من الذكور والإناث ضمن الفئة العمرية 15 إلى 34 سنة إلى نحو 66%.

ونبه إلى أن نسبة العازفين عن الزواج بين الذكور تفوق نسبة الإناث بفارق كبير، لافتاً أيضاً إلى الانخفاض الملحوظ في معدل الخصوبة بالمملكة، والذي وصل إلى 2,7 مولود لكل امرأة في العام الماضي 2024، مقارنة بـ 3,8 مولود لكل امرأة في عام 2011.

وأوضح أن هناك أسباباً متعددة ومتشابكة تدفع الجيل الحالي للعزوف عن الإقدام على الزواج. فمن بين هذه الأسباب، أشار إلى وجود عوامل فكرية يسعى مروجوها، حسب قوله، إلى هدم المبادئ والقيم الأساسية التي حثت عليها جميع الكتب السماوية والتعاليم الدينية، والتي تؤكد على أهمية تكوين الأسرة وتقديس الحياة الزوجية وتشجيع كثرة النسل والإنجاب، لما لذلك من دور حيوي في بناء المجتمعات وتقدمها وحمايتها من الشيخوخة السكانية.

وأضاف الشيخ الصويلح أن ارتفاع تكاليف الزواج وغلاء متطلباته قد يمثل سبباً وجيهاً لدى البعض لصرف النظر عن هذه الخطوة الهامة.

وأكد أن هذا الجانب يمكن للمجتمع معالجته، داعياً الأسر إلى التوافق على إلغاء بعض المظاهر والمبالغات غير الضرورية في حفلات الزفاف، والتي قد تتسبب في مشاكل مالية تمتد لسنوات طويلة بعد الزواج، كمشكلة الاقتراض بمبالغ باهظة لإقامة حفل لليلة واحدة، مما قد يُدخل الزوجين في دوامة من الضغوط المالية لعدة سنوات.

وشدد على أن حصر مشكلة العزوف عن الزواج في العامل الاقتصادي فقط هو تبسيط مخل وغير صحيح. واستدل بدراسات كشفت أن الكثير من الشباب، حتى ممن يعيشون حالة من الثراء المادي، يرفضون فكرة الزواج بشكل قاطع، معللين ذلك بأنه قد يقيد حريتهم الشخصية ويحد من راحتهم ونشاطاتهم.

ورأى الشيخ الصويلح أن هذا النوع من التفكير يدلل على عدم الاستعداد النفسي الكافي للدخول في مؤسسة الزواج، والرغبة في التنصل من المسؤوليات المترتبة على تكوين أسرة في المستقبل.

وأشار أيضاً إلى أن انفتاح المجتمعات على بعضها البعض وتعدد الثقافات، بالإضافة إلى سهولة الاقتناع بكل ما يتم نشره عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ومحدودية التفكير النقدي لدى البعض، تمثل أسباباً رئيسية أخرى ساهمت في ظهور وتفاقم هذه المشكلة.

وفي ختام محاضرته، أوصى الشيخ الصويلح بضرورة بث الوعي المجتمعي وبناء المفاهيم الصحيحة حول الزواج، وتعزيز الثقة في هذه المؤسسة الهامة، مع بيان آثارها الإيجابية على الفرد والمجتمع من الناحيتين الدينية والدنيوية.

وحث على أهمية النظر بعمق في الجوانب النفسية التي تتحكم في قرارات الجيل الصاعد، والعمل على إيجاد طرق فعالة لتسهيل كيفية التعامل مع هذه التحديات النفسية والفكرية.