آخر تحديث: 3 / 5 / 2025م - 8:39 م

كيف تحول ”العتاب“ من وسيلة للإصلاح إلى سبب للأذى النفسي؟.. أخصائية تجيب

جهات الإخبارية

أكدت الأخصائية النفسية والاجتماعية، نهلة قوقندي، أن ”العتاب“ يمكن أن يكون له تأثير إيجابي أو سلبي عميق على الصحة النفسية للأفراد، مشيرة إلى أن طبيعة هذا التأثير تعتمد بشكل أساسي على الطريقة التي يتم بها التعبير عن العتاب والغرض منه.

وأوضحت قوقندي، أن هناك فرقاً جوهرياً بين نوعين من العتاب؛ الأول هو ”العتاب الإيجابي“ الذي ينبع، حسب وصفها، من دافع المحبة والحرص على العلاقة، ويهدف إلى لفت النظر إلى خطأ ما أو تصرف معين بهدوء وبنية صافية لإصلاح الأمور وتحسين العلاقة بين الطرفين.

أما النوع الثاني، فهو ”العتاب السلبي“، والذي حذرت من أنه قد يخرج عن مساره ليتحول إلى انتقاد لاذع أو ما يشبه تصفية الحسابات، دون هدف بنّاء، مما يؤدي حتماً إلى إلحاق الضرر بالعلاقة والتأثير سلباً على الحالة النفسية لكلا الطرفين.

وأشارت الأخصائية النفسية إلى أن العوامل المجتمعية والتربوية تلعب دوراً كبيراً في تشكيل أساليب الأفراد في التعبير عن العتاب.

ولفتت إلى أن استخدام أسلوب العتاب القاسي أو الجارح يمكن أن يسبب أذى نفسياً حقيقياً للطرف الآخر، خاصة إذا كان هذا الأسلوب يتكرر ويؤثر على الشخص بشكل دائم ومستمر، مما قد يترك ندوباً نفسية يصعب تجاوزها.

وفي سياق متصل، قدمت قوقندي نصيحة حول كيفية التعامل مع تلقي العتاب، مؤكدة على أهمية الرد عليه بقوة ووضوح، مع الحفاظ التام على الاحترام وعدم الانجرار إلى الإساءة أو الشعور بفقدان الكرامة.

ونبهت إلى ضرورة مراعاة طبيعة العلاقة التي تربط الشخص بالطرف الآخر الذي يوجه العتاب، لاختيار الرد الأنسب.

وشددت قوقندي أيضاً على أهمية مبدأ ”الاعتدال“ في توجيه العتاب، موضحة أن الإفراط في العتاب وكثرته قد يؤديان إلى نتائج عكسية تماماً، حيث يفقده قيمته ومعناه، ويجعل الطرف الآخر يشعر بالإرهاق النفسي والملل، وربما النفور.

وأكد على أن العتاب يجب أن يُنظر إليه كوسيلة لتحسين العلاقات وتنقيتها، وليس كأداة لتراكم المشاكل وتعميق الخلافات.