آخر تحديث: 3 / 5 / 2025م - 2:26 ص

الصدق والمصداقية

أحمد منصور الخرمدي *

حتى نعيش في سعادة واطمئنان وتوفيق فيما نقوم به من أعمال في العبادة مع الخالق سبحانه وتعالى، ثم فيما نحن عليه من تواصل مع الناس وما تربطنا به من علاقات ومعاملات متعددة الجوانب والأغراض، ومن أجل أن نحسن العاقبة في الدنيا والآخرة، هنا يأتي الصدق، أي أن نكون صادقين، وكما جاء أن الصدق مرتبط بالإيمان، ويحمل صاحبه على قول الحق والوضوح في القول والعمل.

تُبنى المجتمعات المتحضرة على أسس وقواعد متينة قائمة على النزاهة واتباع مناهج الصدق، وتجنّب الكذب الذي يُعد من الكبائر، لأنه يؤدي إلى زعزعة الأمن والاستقرار، ويُضعف الثقة بين الأفراد والمجتمعات، وله أثر سيئ على بناء العلاقات.

ما أجمل أن نتحلى بالصدق، وأن يكون لنا قلب يحمل مشاعر صادقة ومفعمة بالمصداقية في علاقاتنا الإنسانية، مبنية على الصراحة والشفافية وقول الحقيقة دون تزييف، وبقدر عالٍ من الانسجام والتقارب مع الآخرين، مما يجعل الجميع يعيشون في ودٍ ومحبة وسعادة ووئام.

أن نكون على حقيقتنا مع الناس، صادقين في تعاملاتنا، يسهم في زيادة الثقة بالنفس واحترام الذات، ويمنحنا إرادة قوية على العمل، ويساعدنا على أن نكون بروح الفريق الواحد، وأكثر استعدادًا للمشاركة بالأفكار، وصنع بيئة مريحة وآمنة تعزز الزمالة والصداقة، وتنمّي القدرة على التركيز والإبداع وجودة الإنتاج.

نختم القول: إن الصدق والمصداقية، ومنها قول الحقيقة، هي أسس وقواعد مترابطة تُكمل بعضها البعض، وبالتالي علينا اتباعها والامتثال لها قولًا وعملاً، فهي تجعلنا في مأمن من كثير من الإشكالات، كالتوتر والقلق. الصدق والمصداقية يمنحاننا محبة الله عز وجل، ثم احترام الناس وثقتهم، ويبنيان لنا مجتمعًا ناجحًا وبنّاءً يرتقي ويحقق النماء والازدهار للوطن وللأجيال.